اللغه (صفحة 383)

لتخرج منهما لغة واحدة، فقد يصادف أن ينتقل المتكلمون من نظام لغوي إلى آخر بصورة غير محسوسة, وبذلك يغير الجيل الجديد لغته دون إدراك منه. وهذه بالطبع حالة قصوى لا يمكن عادة أن تقع بين أمم متحضرة ولكنها غير مستحيلة الوقوع في بعض الظروف اللغوية والاجتماعية, فلا يمكننا هنا أن نغض النظر عنها, ويجب أن نعترف بسوء أثرها على القرابة اللغوية, إذ إنها لا تعمل على جعل الاستدلال على القرابة مستحيلا فحسب، بل أيضا تؤدي إلى طمس معالم هذه القرابة واختفائها.

من حسن الحظ أن معظم لغات الأرض. ولا سيما اللغات الثاتبة التاريخ، قد أمكن تحديد قرابتها بدقة مدهشة؛ حيث نجح العلماء في تكوين عائلات لغوية كبيرة، كالهندية الأوربية1 والسامية2 والفينية الأجرية3 والبنطية4 والملايوية اليولينزية5، إلخ. نعم قد تكون صلات القرابة داخل كل أسرة موضعا للجدل من جهة التفاصيل في بعض الأحيان، ولكن المبدأ الذي تقوم عليه لا يقبل الريب. وليس من شك في أن تقدم الفيلولوجيا المقارنة سيؤدي إلى ازدياد عدد الأسر اللغوية الصحيحة التكوين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015