اللغه (صفحة 309)

الفصل الثاني: اللهجات واللغات الخاصة 1:

يمكننا دائما أن نحدد لغة ما من الوجهة المكانية بمقابلتها بلغات من فصيلة مختلفة. فنحن نعرف حدود الفرنسية في الأماكن التي ترتطم فيها بالألمانية أو بالبسكية أو بالبريتانية، هذه الحدود يمكن رسمها ما بين قرية وقرية، بل في داخل القرية نفسها، كثيرا ما يفصل بين اللغتين واد من الوديان أو جدول ماء أو مجرد شارع. فيمكننا إذن أن نتكلم عن لغة فرنسية أو ألمانية أو إيطالية أو مجرية أو صربية. كل هذه اللغات يتعارض بعضها مع بعض وتجدد بعضها بعضا على وجه الدقة.

ولكنا نعاني بعض الصعوبة إذا حاولنا أن نرسم حدودا بين الفرنسية والبروفنسالية أو بين الألمانية العليا والألمانية السفلى أو بين الصربية والبلغارية. لأننا هنا لم نعد أمام لغتين من أصلين مختلفين وصلت بينهما مكانيا مصادفات التاريخ، بل أمام لغات منبعثة من أصل واحد وقد فرقت بينها ظروف تاريخية. فالانتقال بين إحداهما والأخرى انتقال غير محسوس، وليس هناك معارض جسيمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015