اللغه (صفحة 287)

يشتغلون به. وفي النهاية تستفيد اللغة المشتركة من هذا الانفصال الذي خلقته اللغات الخاصة.

في كل العهود التي كونت فيها الأرستقراطية طبقة مغلقة تحيا حياة الصالونات وتعتز بجمال اللغة، أدت هذه الحال إلى نشوء مفردات نبيلة أبعدت منها كل كلمة سوقية. يقول عز وجلuclos1: "وهم وإن استووا في العقل مع غيرهم ظلت لهم "لطبقة البلاط" على غيرهم من سواد الناس ميزة التعبير بعبارات خير من عباراتهم وجمل أشهى إلى النفس". هذه المفردات المختارة التي كانت تسمح بتعيين طبقة المتكلم على الفور تبدو لنا اليوم كأنها كل ثابت وتعطينا فكرة الشيء الكامل المنتهي. والواقع أن هذه المفردات كانت تخلق يوما بيوم من جمل عابرة تتفتح في الصباح لتموت في المساء, كانت تولد من تلميح من التلميحات أو من نكتة أدبية أو من حادثة تافهة اشتبك فيها أهل هذه الطبقة.

ونحن نعرف هذه المفردات اليومية مما كتب الكتاب عنها بقصد التهكم منها على وجه العموم. فموليير في سنة 1659 يهجو في روايته les Precieusesridicules "المتساميات المضحكات" لغة الصالونات المتكلفة في عصره. وبورسو رضي الله عنهoursault في Mots a la mode "كلمات موضة" في سنة 1694 ودلانفال d'صلى الله عليه وسلمllainval في l'صلى الله عليه وسلمcole des bourgeois "مدرسة الأعيان" في سنة 1728 يتهكمان بدورهما بلغة معاصريهما المصطنعة. وهذه الأنواع الثلاثة من المفردات يختلف بعضها عن بعض. وإذا تصفحناها رأينا مقدار السرعة التي بها يعلو نجم بعض الكلمات ثم ينخفض. فمدام جوس دي بورسو Josse de رضي الله عنهoursault لا يدع لسانها استعمال كلمة joli "لطيف"؛ وتستعيض عن كلمة grand "كبير" بكلمة "gros"2؛ إذ يظهر أن هذه الكلمة كان لها حظ عظيم بين تلك الطبقة، ولكن لمدة قصيرة فقط، لأننا نرى المحامي بريس رضي الله عنهrice, شقيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015