اللغه (صفحة 266)

عن خلق المتكلم: فهي علامة الخلق الساخر أو المستعبد أو الرحيم، وبها نستطيع أن نميز الأشخاص على ما بينهم من اختلاف.

الانحدار الذي يصيب الكلمات "يعكس بطريقة ملموسة إما الاحتقار الذي تكنه الطبقات الاجتماعية بعضها لبعض وإما البغض المتبادل بين الأوطان والأجناس وإما التعصب الأعمى من جانب الجماهير وإما عدم احترام المتعصبين لآراء غيرهم, فالناس يتباغضون ويتناحرون ويتبادلون الاحتقار ويتنابذون بالألقاب، واللغة حارس أمين على آثار هذه الحماقات المستمرة"1. فالكلمات رضي الله عنهRIGصلى الله عليه وسلمNعز وجل "قاطع طريق" وRIرضي الله عنهصلى الله عليه وسلمUعز وجل "إباحي" وصلى الله عليه وسلمSSصلى الله عليه وسلمSSIN "قاتل" GRIVOIS "خليع" التي كانت تطق في أول أمرها على بعض الكتائب العسكرية تدين بمعناها الحالي إلى غلظة الأخلاق الحربية واستهتارها، كما تدين كلمة cuistre "قديما "طباخ" وكلمة goujat "قديما "خادم"" إلى احتقار السيد لخادمه؛ والكلمات bouquin "مستعارة من الفلمنكية boecken "كتاب"" وLIPPصلى الله عليه وسلم "مستعارة من الألمانية LIPPصلى الله عليه وسلم "شفة" وROSSصلى الله عليه وسلم من الألمانية ROSS "حصان"". وHصلى الله عليه وسلمرضي الله عنهLصلى الله عليه وسلمUR "من الأسبانية Hablar "يتكلم" تحمل على التهكم الساخر الذي يرتبط بكل ما يأتي من الخارج. ومما تجدر ملاحظته أن كلمة parlar في الأسبانية "المشتقة من parler الفرنسية بمعنى "يتكلم"" لا تقال إلا لتدل على أمر سيئ. وكلمة madame "سيدة" قد بقيت كلمة نبيلة في الإنجليزية والفرنسية، أما في الألمانية التي دخلتها بطريق الاستعارة، فقد صارت عامية سوقية: ففي برلين تعتبر Madamchen من ألفاظ السوقة2.

يمكننا أن نتصور علما لسيكولوجية الشعوب يقوم على اختيار التغييرات المختلفة التي تشاهد في اللغات التي يتكلمونها خاصة بالمعنى. وقد تكون هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015