المزدوجة لم تثبت على مر الزمن، وصار الظرف يصاغ من الصفة مباشرة، ومن هنا ورثت الألمانية، بعد سقوط النهايات، زوجين مختلفين من الكلمات هما: Fصلى الله عليه وسلمST "ثابت" وSCHON "جميل" "وهما صفتان"، Fصلى الله عليه وسلمST وSCHON "وهما ظرفان"، فلم تعد الصلة يحس بها بين كل كلمتين. فساعد ذلك على تطور معنى الظرفية: وFصلى الله عليه وسلمST أخذت معنى "تقريبا" وSCHON أخذت معنى "قد عز وجلصلى الله عليه وسلمJصلى الله عليه وسلم" "قارن في الفرنسية صلى الله عليه وسلم Lصلى الله عليه وسلم رضي الله عنهصلى الله عليه وسلمLLصلى الله عليه وسلم Hصلى الله عليه وسلمURصلى الله عليه وسلم "لحسن الحظ" وعز وجلصلى الله عليه وسلم رضي الله عنهONNصلى الله عليه وسلم Hصلى الله عليه وسلمURصلى الله عليه وسلم "مبكرا"؛ أما إذا أرادت الألمانية في أيامنا هذه أن تقول "بثبات أو بجمال" قالت Fصلى الله عليه وسلمST وSCHON.
ترينا هذه الأمثلة مقدار الأثر الذي تخضع له الكلمات من جراء الكلمات الأخرى التي من نفس الأسرة اللغوية يحدث في الدماغ عمل غير شعوري يثبت الكلمات في بعض المعاني وبعدها للاستعمالات التي توجه إليها. وفي الاستعمال تتعرض الكلمات إلى تغيرات أخرى في المعنى، والتغير في هذه المرة يأتي من سياق النص.
تزود كل كلمة في لحظة استعمالها تزويدا تاما بقيمة وقتية تبعد عنها جميع القيم الناتجة من الاستعمالات الأخرى التي تصلح لها الكلمة. ومع ذلك فإن استعمال الكلمات يقوم بواسطة هذا التنوع نفسه، بتأثير دائم على دلالتها. وهذا يتجلى في صورتين: الأولى تنحصر في أن الاستعمال الثابت لكلمة بعينها في نص واحد بعينه يمكن أن يخدع الذهن، إذ إنه لما لم يكن لديه الوسيلة لتحديد قيمة الكلمة بالمقارنة، فإنه يتعرض لتغيرها. ومن جهة أخرى قد يؤدي الاستعمال المتكرر لنفس الكلمة في نصوص مختلفة إلى إبلاء قيمتها او إلى تغييرها.
عندما نسمع جملة أو نقرؤها نرى الكلمات التي تشتمل عليها يفسر بعضها بعضا. فإذا كانت منها واحدة غير مألوفة لنا -والواقع أن هناك دائما فترة في حياتنا نسمع فيها الكلمة لأول مرة- حاولنا بطبيعة الحال تفسيرها معتمدين على سياق النص، وهذه هي الخطة التي يتبعها التلاميذ عندما يحاولون ترجمة نص أجنبي، نص لاتيني أو ألماني مثلا. هذه الفكرة التي نحصل عليها بالتخمين قد تكون زائفة. ولكنها تصحح في غالب الأمر، لأن الكلمة نفسها تقابلنا بعد