اللغه (صفحة 148)

فما كانت تستطيع أن تقول "حَملٌ" أو "فِعلٌ" وإنما كانت تقول "أحمل" أو "أفعل" فحسب. فخلق المصدر، الذي وقع في كل واحدة من اللغات الهندية الأوربية على انفراد، كان خطوة واسعة في سبيل التجريد، ومع ذلك فبعض هذه اللغات قد فقد المصدر كالإغريقية الحديثة والبلغارية مثلا. وهذا لا يحتم أن يكون الإغريقي أو البغاري قد فقد ملكة إدراك الحدث الفعلي إدراكا تجريديا. كون بعض الشعوب المتوحشة يملك مثلثا إلى جانب المثنى لا يحتم كون هذه الشعوب لا تستطيع العدد إلا إلى ثلاثة1. ذلك لأن فصيلة العدد النحوية مستقلة عن معنى العدد. وكذلك قد أبان الأستاذ بلانرت PLصلى الله عليه وسلمNصلى الله عليه وسلمRT أنه يجب التمييز بين فكرة السببية وبين الفصائل النحوية التي تستخدم للتعبير عنها، فإذا كان سكان الملايو لا يعبرون عنها، فإن ذلك يمنعهم من أن يفكروا تفكيرا سببيا2. فهنالك وسائل مختلفة من التنغيم أو الإشارة يتعارض بها عن الفصائل غير الموجودة.

وإذا كانت اللغات تحتفظ في بعض الأحيان بفصائل نحوية لا فائدة منها فإنها لا تعجز يما عن خلق فصائل جديدة عند الحاجة. لقد قابلنا فيما سبق بين اللغات التي تعبر عن الزمن واللغات التي تعبر عن صفه الفعل. فإذا نظرنا إلى الوقائع على نحو ما يقدمها لنا تاريخ اللغات الهندية الأوربية، لظننا أن فكرة الزمن أحدث من فكرة الصفة وأنها حلت محلها. ومع ذلك ففكرة الصفة ليست مجهولة في لغاتنا الحديثة التي تعبر عن فكرة الزمن على خير ما يكون التعبير عنها.

استعملت اللغات الجرمانية مثلا للتعبير عن الزمن الاستمراري الذي لم يكن فيها اسم الفاعل مصحوبا بفعل الكون. فإننا نجد في الألمانية العليا المتوسطة تراكيب مثل: صلى الله عليه وسلمLL عز وجلIصلى الله عليه وسلم MICH Sصلى الله عليه وسلمHصلى الله عليه وسلمNعز وجلصلى الله عليه وسلم SINT "كل أولئك الذين يرونني" "عز وجلصلى الله عليه وسلمR صلى الله عليه وسلمRMصلى الله عليه وسلم Hصلى الله عليه وسلمINRICH، البيت 673" أو عز وجلصلى الله عليه وسلمR RITصلى الله عليه وسلمR ... MIT Tصلى الله عليه وسلمM عز وجلصلى الله عليه وسلمR Lصلى الله عليه وسلمWصلى الله عليه وسلم Vصلى الله عليه وسلمRصلى الله عليه وسلمNعز وجل IST" "الفارس ... الذي معه يسافر الأسد" "I Wصلى الله عليه وسلمIN بيت 2986".

هذه الحاجة نفسها هي التي بعثت على نشوء التركيب الإنجليزي I صلى الله عليه وسلمM GOING،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015