تقول den دَِن للمذكر-المؤنث، وdet دَِت للمبهم. وللجمع بأجناسه الثلاثة دَِه de. فقد سمح لها تطورها الصوتي بالاحتفاظ بجنسين ولكنها، من حيث أصلها، لا تقابل المذكر والمؤنث كما في الفرنسية.
ليس هنا مكان البحث عن أصل الجنس النحوي في الهندية الأوربية1. وقد حاول ذلك بعض اللغويين دون أن يصلوا إلى نتيجة مرضية. ذلك بأن المسألة تتعدى نطاق النحو الهندي الأوربي، إذ أنها مسألة من مسائل علم اللغة العام وتتطلب البحث في مجموعات أخرى من اللغات. ومن علماء الأنتروبولوجيا من زعم، مثل فريزر بأنه حل المسألة بتصوره أن الخلاف بين الجنسين يتصل بلغة النساء الخاصة، فعند هؤلاء العلماء أن الاسم كان على صيغتين: صيغة تتكلمها المرأة وصيغة يتكلمها الرجل2. وهذا تبسيط ساذج للمسألة: فالأجناس لا تنحصر في المقابلة بين المذكر والمؤنث فحسب، إذ أن الهندية الأوروبية فيها جنس ثالث، هو المبهم.
يبدو الجنس في مظهر خاص في بعض لغات إفريقية أو أمريكا. فلغة الألجونكين صلى الله عليه وسلمLGONQUIN تميز بين جنس حي وجنس غير حي3. ولا يهمها بعد ذلك ما يدخل تحت كل واحد من الجنسين من أشياء؛ فقد تضع الألجونكين بين الأشياء المدلول عليها بالجنس الحي إلى جانب الحيوان: الأشجار والأحجار والشمس والقمر والنجوم والرعد والثلج والجليد والقمح والخبز والطباق والزحافة والولاعة ... إلخ. والحقيقة "أن هذ التمييز في الجنس مطلق وأساسي، لأنه يطبق