أخوه أبو الحسن بن الفرات كان يقول: والله ما رأيت أحداً علي ثان وليس لي إليه إحسانٌ مني إلا استحييت منه وصرفت همتي إلى إزالة فاقته وتحصيل مراده.

ومن ظريف كلامه: إني لآلف كل شيء حتى الطرق.

العباس بن الحسن قال له يونس المقتدري: ما أقصرك! قال: أقصر مني عمرك.

أبو الفتح كشاجم من ظريف كلامه: لولا أن المخمور يعرف قصته لقدم وصيته.

أبو عبد الله بن ثوابة دخل عليه صديق له ومجلسه غاص بأهله فقال ابن ثوابة: ما زادك بعدك عني إلا قرباً من قلبي، فقعد بعيداً.

أبو القاسم الإسكافي من ظريف كلامه: استيعذوا بالله من نزغات الشيطان ونزوات الشبان.

أبو الفضل بن العميد من ظريف كلامه: أطيب ما يكون الحمل إذا نزلت الشمس برج الحمل.

وقوله: خير الكلام ما أغناك جده وألهاك هزله.

ابنه أبو الفتح ذو الكفايتين كتب إلى رجل يستهديه الشراب: قد انتظمت يا سيدي مع رفقة في سمط الثريا، فإن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام صرنا كبنات نعش، والسلام.

وكتب إلى مؤدبه: وصلت رقعة الشيخ أصغر من أنملة نملة وعنفقة بقة.

أبو سعيد الفرد كتب إلى ابن العميد: أنا أيد الله الأستاذ سليمان بيته، وأبو هريرة مجلسه، وأنس خدمته، وبلال دعوته، وحسان مدحته.

أحمد بن أبي حذيفة كتب إلى وكيله: استكثر من غرس أشجار الفرصاد فإن سعفها حطب وثمرها رطب وورقها ذهب.

الصاحب لما رجع عن العراق سأله ابن العميد عن بغداد فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد.

ورفع إليه أن رجلاً غريب الوجه يدخل داره لاستراق السمع فوقع: دارنا هذه خان، يدخلها من وفى ومن خان.

وذكر بعض الفقهاء وعداً وعده إياه فقال: وعد الكريم ألزم من دين الغريم.

وفي وصف الحر: وجدت حراً يشبه قلب الصب، ويذيب دماغ الضب.

وكتب: وصلت رقعة مولاي فكانت فاتحته أحسن من الفتح، وواسطته أنفس من واسطة العقد، وخاتمته أشرف من خاتم الملك.

وكتب في الاستزارة: يومنا طاووسي الأرض فاختي السماء، وقد غابت شمس السماء عنا فلا بد أن تؤثر شمس الأرض منا.

وكتب إلى من يعتذر لخوف الثقل: متى ثقل الجفن على العين؟ وأطال رجل المكث عنده ولم يقتد بغيره في القيام فقال: الفتى من أين؟ قال: من قم. قال: فإذا قم!.

وقال له علي بن عبد العزيز: لعلي طولت. قال: بل تطولت.

أبو العباس أحمد بن إبراهيم كتب إلى الصاحب: وصل كتاب مولانا وكان رحمه الله عند أيوب، وقميص يوسف في أجفان يعقوب.

وكتب في الاعتذار من انحيازه إلى يزدجرد: من حسن مفره حسن مقره.

وكتب في وصف آثار الربيع: الأرض زمردة، والأشجار وشي، والهواء مسك والنسيم عنبر، والماء راح، والطيور قنا.

أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي، لم أسمع في إهداء الدواة والمرفع أحسن ولا أظرف من قوله: قد خدمت مجلس سيدنا بدواة يداوي بها مرض عفاته، ويدوي قلوب عداته، على مرفع يؤذن بدوام رفعته وارتفاع النوائب عن ساحته.

وله من كتاب إلى الصاحب: كتبت كتابي وبودي أن بياض عيني طرسه، وسوداهما نفسه، شوقاً إلى لألاء غرته، وظمأ إلى ارتشاف أنامله.

وله: رب حاضر لم تحضر نيته، وغائب لم تغب مشاركته.

أبو الفتح المحسن بن إبراهيم كتب في وصف يوم بارد: هذا يوم جمد خمره وخمد جمره. ويخف فيه الثقيل إذا تأخر.

وقال في ذكر الصبوح والشمس: فلما ذر قرنها وارتفع الحجاب عن حاجبها، ولمعت في أجنحة الطير، وأذهبت أطراف الجدران، افتضضنا عذرة الصباح بمباكرة الأقداح، فلم تترجل الشمس حتى ركبنا غوارب الأفراح.

أبو الفتح البستي من ظريف كلامه: النعمة عروس فمهرها الشكر، والرشوة رشاء الحاجة، والبشر نور الإيجاب، والمعاشرة ترك المعاسرة، وعادات السادات سادات العادات.

أبو نصر العتبي من ظريف كلامه: الشباب باكورة الحياة.

وقوله: لسان التقصير قصير.

وكان يقول: من فضل النرجس أن الرياحين كلها سكان أوعيته، ألا ترى أن أوعيتها كلها تسمى النرجسيات وإن كانت خالية من النرجس؟!.

أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز كان يقول: الصدقة ترد بلاء الآخرة، والهدية ترد بلاء الدنيا.

أبو الحسن محمد بن محمد المزني قال: من دخل على السادة فعليه بتخفيف السلام وتقليل الكلام وتعجيل القيام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015