وتقلدها قيل له: ألم تكن تذمها؟ قال: بلى، ولكنها مركب بهي شريف شهي، لا تطيب النفوس بتركه على ما فيه من عظيم الخطر.
وقال المأمون لأحمد بن خالد «1» : هل لك في أن استوزرك؟ قال:
دعني يا أمير المؤمنين، يكون بيني وبين الغاية درجة يرجوها الصديق، ويخافها العدو، فلست أريد بلوغ الغاية لئلا يقول عدوي قد بلغها، وليس إلا الانحطاط، وقد قال الشاعر:
إن الوزير وزير آل محمد ... أودى فمن بشناك كان وزيرا
وكان إبراهيم بن المدبر «2» إذا عرضت عليه الوزارة أنشد قول العتابي:
تلوم على ترك الغنى باهلية ... نفى الدهر عنها كل طرف وتالد
ترى حولها النسوان يرفلن كالدمى ... مقلدة أعناقها بالقلائد
فقلت لها لما رأيت دموعها ... تحذرن فوق الخد مثل الفرائد