وقد عير بعضهم أعمى، وكان لسنا فصيحا فقال يهجو ويعرض بدائه:
ليس العمى داء ولكنه ... شظفة تشريف على ضرّه
ما الهمّ والداء وكل البلا ... إلا ابتلاء المرء في دبره
فالحمد لله الذي صاننا ... مما يحار الطير في أمره
وقال الشاطبي رحمه الله:
إن أذهب الله من عينيّ نورهما ... فإن قلبي مضيء ما به ضرر
أرى بقلبي دنياي وآخرتي ... والقلب يدرك ما لا يدرك البصر
وقال رجل لبشار: ما سلب الله من عبد كريمته إلا عوّضه عنهما، فما الذي عوضك عن عينيك؟ فقال: فقد النظر إلى بغيض مثلك.
وقال أبو يعقوب الخزيمي «1» : من فضائل العمى ومرافقه:
اجتماع الرأي والذهن وقوة الإدراك والحفظ، وسقوط الواجب من الحقوق، والأمان من فضول النظر الداعية إلى الذنوب، وفقد رؤية الثقلاء والبغضاء، وحسن العوض عن سراجي الوجه في دار الثواب:
وقال منصور الفقيه:
يا معرضا ازدراني ... لما رآني ضريرا