وكان المأمون يقول: عجبت من ذراع في ذراع يديرها العقلاء منذ دهر طويل فلم يقفوا لها على غاية. وكان سعيد بن جبير، رضي الله عنه، يقول: ما وضع هذا الشطرنج إلا لأمر عظيم.
ذكر الصولي في كتاب شعراء مصر أن الخراساني الشاعر كان حاذقا. لعب الشطرنج، فعابها الحسين بن محمد مكايدة له فقال:
صاحبها أبدا مشغول مهموم، يحلف بالله كاذبا ويعتذر مبطلا ويشتم نفسه ويسخط ربه، وكل صناعة لا تجوز المكابرة فيها غيرها؛ فإن صاحبها يغلب في ساعة فتنقضي دعواه، وهي لعب الصائم إذا جاع والعامل إذا عزل والمخمور حتى يفيق، وإنما هي خشب هزم خشبا ولعب أورث من غير طائل تعبا، ثم إن الرجل ليسأل عن غلامه فيقال هو يلعب فيضربه ولا يستحي أن يقول: تعالوا حتى نلعب الشطرنج، وأنت تقول في الكناسي ما احذقه، وفي الطنبوري ما أضربه، فإذ عبرت عن الشطرنجي قلت: ما ألعبه؛ فما تقول في العبارة عن صناعة الكناس أحسن من العبارة عن صاحبها.
وفي كتاب يتيمة الدهر لمؤلف هذا الكتاب، أن أبا القاسم الكسروي «1» «كان يبغض الشطرنج ويذمها ولا يقارب من يشتغل بها ويطنب في ذكر عيوبها «2» . ويقول: لا ترى شطرنجيا غنيا إلا بخيلا