قال شداد الحارثي: الذهب أبقى الجواهر على الدفن، وأصبرها على الماء، وأقلها نقصانا على النار، وهو أوزن من كل شيء إذا كان في مقدار شخصه، وجميع جواهر الأرض إذا وضع على الزئبق في إنائه طفا، ولو كان ذا وزن ثقيل وحجم عظيم، ولو وضعت عليه قيراطا من الذهب لرسب حتى يضرب قعر الإناء، ولا يجوز ولا يصلح أن تشد الأسنان المنتزعة بغيره، ولا يوضع في مكان الأنوف المصطلحة سواه، وميله أجود الأميال وأهل الهند تهزه في العين بلا كحل ولا ذرور لصلاح طبعه وموافقة جوهره لجوهر الناظرين، وله حسن وبهاء في العيون، وحلاوة في الصدور، ومنه الزريابات والصفائح التي تكون في سقوف الملوك، وعليه مدار التبايع منذ الزمان الأول والدهر الأطول، وهو ثمن لكل شيء، وهو فوق الفضة مع حسنها وكرمها بأضعاف وأضعاف أضعاف، والأرض التي تنبته ويسلم عليها تحيل الفضة إلى جوهرها في السنين اليسيرة والمدة القصيرة وتقلب الحديد إلى طبعها في الأيام القليلة والأوقات الضئيلة، والطبيخ يكون في قدره أغذى وأمرأ وأصح في الجوف وأطيب.
وسئل أمير المؤمنين، علي رضي الله تعالى عنه، عن الكبريت الأحمر فقال: هو الذهب.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من