باب ذم السماع

قال الحطيئة لقوم نزل بهم: جنبوا مجلسنا الغناء، فإنه رقية الزنا «1» .

وسمع سليمان بن عبد الملك ذات ليلة في معسكره غناء، فأمر بصاحبه أن يخصى، ثم قال: إن الفرس ليصهل فتستودق الرمكة، وإن الجمل ليرغو فتستبضع له الناقة، وإن الرجل ليغني فتغتلم له المرأة.

وكان الكندي يقول لابنه: إياك والسماع، فإنه برسام حاد، وذلك أن المرء يسمع فيطرب، ويطرب فيسمح، ويسمح فيعطي، ويعطي فيفتقر، ويفتقر فيهتم، ويهتم فيمرض، ويمرض فيموت.

وكتب البديع «2» في رقعة إلى تلميذ له توفي أبوه وخلف مالا: يا مولاي ذلك المسموع من العود يسميه الجاهل نقرا والعاقل فقرا بل وقرا، وذلك الخارج من الناي هو اليوم في الآذان زمر، وغدا في الأبواب سمر، والعمر مع هذه الآلات ساعة، والقنطار في هذا العمل بضاعة.

وطلب بعض المغنين جائزة من بعض المحصلين، فقال المسؤول له: إعلم أن المال روح والغناء ريح، ولست أشتري الريح بالروح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015