كان يقال: من أراد قلة المؤنة وخفة النفقة وحسن الخدمة وارتفاع الحشمة فعليه بالإماء دون الحرائر. وكان عبد الملك يقول: عجبت لمن استمتع بالسراري كيف يتزوج الحرائر. ويقال: السرور في اتخاذ السراري. وكان أهل المدينة يكرهون اتخاذ الإماء أمهات أولادهم حتى نشأ فيهم علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وفاقوا أهل المدينة فقها وعلما وورعا، وما منهم إلا ابن سرية، فرغب الناس في اتخاذ السراري.
وقال مؤلف الكتاب: وليس من خلفاء بني العباس من أبناء الحرائر إلا ثلاثة: السفاح، والمنصور والمخلوع «1» ، وأما الباقون كلهم فأبناء السراري والجواري: وقد أوردت أسماء الكل في كتاب لطائف المعارف المؤلف بخزانة مولانا الملك المؤيد أعز الله نصره وثبت ملكه.
وكان يقال: النجابة في أولاد الإماء لأنهم يجمعون عز العرب ودهاء العجم. ولما تزوج علي بن الحسين بأم ولد رجل من الأنصار لامه عبد الملك بن مروان على ذلك، فكتب إليه: إن الله عز اسمه قد رفع بالإسلام الخسيسة، وأتم النقيصة، وأكرم من اللؤم، فلا عار على