وقلت في المبهج: من لزم الخلوة بربه، حصل في العيش الأمتع والحي الأمنع. وقال أبو العتاهية:

وحدة الإنسان خير ... من جليس السوء عنده

وجليس الخير خير ... من جلوس المرء وحده

باب ذم الوحدة

قيل: الوحدة وحشة، والوحدة قبر الحي. وفي الخبر:

الشيطان مع الواحد وهو عن الإثنين أبعد، ويد الله مع الجماعة «1» .

ولحاتم الطائي وهو مما يتمثل به:

إذا لزم الناس البيوت رأيتهم ... عماة عن الأخبار خرق المكاسب «2»

ويقال: إياكم والعزلة فإن لقاء الناس معتبرا نافعا ومتعظا واسعا، ومجالسة الناس تجلو البصر وتطرد الفكر.

ويقال: الانقباض من الناس مكسبة للعداوة. وقال بعض الحكماء: إياكم والخلوات فإنها تفسد العقول، وتحل المعقود، وتعقد المحلول. وقال آخر: البيت رمس ما لزمته، والهم زمانة ما سلطته.

ولأبي تمام في معناه بعينه:

وراكد الهمّ كالزمانة ... والبيت إذا لزمته رمس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015