فيجمع بين ساكنين، وذلك لغة شائعة، وليست بشاذة بل مستفيضة، وذلك دلالة على الإعراب، وانفصال عن التقاء الساكنين، وتأدية حق الموقوف عليه من السكون انتهى، فهذا يؤذن بما ذكر ابن عطية، أنه كان ينبغي ذلك.

وأنشدوا على ذلك: [الرجز]

5296 - واعْتقَالاً بالرِّجِلْ ... يريد: بالرِّجْلِ.

وقال آخر: [الرجز]

5297 - أنَا جَريرٌ كُنيَتِي أبُو عَمِرْ ... أضْرِبُ بالسَّيْفِ وسعْدٌ بالقَصِرْ

والنقل جائز في الضم كقوله شعر:

إذ جد النَّقُرْ ... وله شروط: «والعقد» الليلة واليوم قال: [الطويل]

5298 - ولَنْ يَلْبثِ العقْدانِ: يَومٌ ولَيْلةٌ ... إذَا طَلَبَا أنْ يُدْرِكَا تَيَمَّمَا

قال ابن عباس وغيره: «والعصر» أي: الدهر، ومنه قول الشاعر: [الطويل]

5299 - سَيْلُ الهَوَى وعْرٌ وبَحْرُ الهَوَى غَمْرٌ ... ويَوْمُ الهَوَى شَهْرٌ وشَهْرُ الهَوَى دَهْرُ

أقسم الله - تعالى - بالعصرِ لما فيه من الاعتبار للناظر بتصرف الأحوال وبتبدلها وما فيها من الأدلة على الصانع، والعصران أيضاً الغداة والعشي قال: [الطويل]

5300 - وأمْطُلُهُ العَصْرَيْن حتَّى يَملَّنِي ... ويَرْضَى بنِصْفِ الدِّيْن والأنْفُ رَاغِمُ

يقول: إذا جاءني أول النهار وعدته آخره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015