30

قوله: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} ، كقوله: {كُلُواْ واشربوا} [الحاقة: 24] في إضمار القولِ، يقال ذلك لخزنةِ جهنَّم، والغلُّ: جمعُ اليدين إلى العُنُق، أي: شدوه بالأغلالِ.

{ثُمَّ الجحيم صَلُّوهُ} ، أي: اجعلوه يصلى الجحيمَ، وهي النارُ العظمى؛ لأنه كان يتعاظمُ في الدنيا.

وتقديمُ المفعول يفيد الاختصاص عند بعضهم.

ولذلك قال الزمخشريُّ: «ثُمَّ لا تصلوه إلا الجَحيم» قال أبو حيان: «وليس ما قاله مذهباً لسيبويه ولا لحُذاقِ النُّحاةِ» ، وقد تقدمت هذه المسألةُ متقنة، وأنَّ كلام النحاة لا يأبى ما قاله.

قوله: {ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً} ، في محل جر صفة ل «سِلْسِلَة» و «في سِلْسِلة» متعلق ب «اسْلُكُوه» ، و «الفاء» لا تمنع من ذلك.

و «الذِّراع» مؤنث، ولذلك يجمع على «أفْعُل» وسقطت «التاء» من عدده.

قال الشاعر: [الرجز]

4851 - أرْمِي عَليْهَا وهْيَ فَرْعٌ أجْمَعُ ... وهْيَ ثَلاثُ أذْرُعٍ وإصْبَعُ

وذكر السبعين دون غيرها من العدد، قيل: المرادُ به التكثير، كقوله: {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} [التوبة: 10] .

وقيل: المراد حقيقة العدد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015