آدم , كما قال تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عليهِ وَأَنْعَمْتَ عليهِ} (?).
ولا يسمي الإحسان إلى غير الناطقين إنعامًا فلا تقول: أنعمت على الفرس.
(عليهم) قرأ حمزة بضم الهاء (عليهُم) , وقرا الباقون بكسرها (عليهِم) (?).
والمنعم عليهم: هم الذين ووفقهم الله لسلوك الطريق المستقيم, للهدي ودين الحق. كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} (?) أي إلى العلم النافع والعمل الصالح، إلى معرفة الحق والعمل به, إلى الإيمان بالله تعالى, إلى طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وتلك أجل نعمة وأعظمها, فهي سبب للسعادة في الدارين, وأفوز بأعلى الدرجات في جنات النعيم.
وهم المذكورون في قوله - تعالى -: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإذا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عليهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عليمًا (70)} (?).