الموصل إليها , فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم , الذي أرسل به رسله , وانزل به كتبه هدي هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته , ودار ثوابه , وعلى قدر ثبوت العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم , وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذلك الصراط».
كما ذكر في كتابه «بدائع الفوائد» (?) أن الهداية أربعة أنواع: الهداية العامة المشتركة كما قال تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (?) أي هداه لما خلق له من الأعمال وهذه تشمل الحيوان والجماد. ثم ذكر هداية البيان والدلالة والتعريف لنجدي الخير والشر , وهداية التوفيق والإلهام , ثم قال: والرابع غاية هذه الهداية وهي الهداية إلى الجنة والنار إذا سبق أليهما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِأيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (?) وقال أهل الجنة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا} (?) وقال تعالى عن أهل النار {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} (?).