مَنْ يَشَاءُ} (?) فنفي عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذه الهداية التي بمعني التوفيق , وأثبتها تعالى لنفسه، وقال تعالى {يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} , وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} (?) , وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (?). وقال تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (?) أي: هدي كل شيء لما خلق له وألهمه كقوله: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} (?): أي هدي كل مخلوق لما قدر له.
قال الشاعر:
ولا تعجلني هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالاً (?)
أي: وفقك المليك - تبارك وتعالى -
وهذه الهداية الحقة التي من وفق لها ظفر بخيري الدنيا والآخرة قال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} (?) , ويجمع الهدايتين قوله