إياك» في الموضعين نفي للعبادة عن الغير الله، ونفي للاستعانة بغيره.
وفي قوله: «نعبد» و «نستعين» إثبات العبادة والاستعانة له سبحانه.
قال ابن القيم - رحمه الله - في «مدارج السالكين» (?): «فهو في قوة لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك. . مع أن في ضمير «إياك» الإشارة إلى نفس الذات والحقيقة ما ليس في الضمير المتصل، ففي «إياك» قصدت وأحببت من» الدلالة على معنى حقيقتك وذاتك قصدي ما ليس في قولك: «قصدتك وأحببتك. .»
وكرر الضمير «إياك» مرة أخرى للاهتمام (?)، ولأن ذلك أفصح (?).
قال ابن القيم (?): وفي إعادة «إياك» مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل من الفعلان، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه فإذا قلت لملك مثلا: «إياك احب، وإياك أخاف وإياك أخاف» كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره ما ليس في قوله: «إياك أحب وأخاف».
وفي قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} بعد الآيات الثلاث التفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله - تعالى -