فإذا حصل للإنسان في المجلس مثل هذا, أو انكشاف عورة, أو شرق في مشروب, أو غصّ بمطعوم, أو خرج من أنفه شيء, أو سكب طعاماً, أو عثر فسقط, أو سقط منه شيء, أو ظهر منه ما يكره, فإنه ينبغي التغافل عن ذلك, وعدم الضحك, والاشتغال بأمر آخر حتى يكون فيه إذهاب الخجل واللوم عن هذا الشخص, وهذا من مكارم الأخلاق, ومن صفات كبار النفوس, وقد سمعت شيخنا ابن باز - رحمه الله - يقول: إذا حصل هذا في المجلس (الضرطة) , فينبغي عدم المبالاة بهذا الشيء, وإظهار التغافل, حتى لا يحرج صاحب الشأن. ا. هـ
واللجاجة والتنقيب في هذا من العسر والنكد في الأخلاق.
ومن اللطائف في هذا ما وقع في ترجمة هشام بن عمّار كما في سير أعلام النبلاء (11/ 427) قال خيثمة: سمعت محمد بن عوف يقول: أتينا هشام بن عمّار في مزرعة له، وهو قاعد على مورج له، وقد انكشفت سوأته، فقلنا يا شيخ غَطِّ عليك، فقال: رأيتموه؟! لن ترمد أعينكم أبداً، يعني: يمزح.