إسناده جبارة بن مغلس, وهو واهي الحديث, فالعمدة على اللفظ الأول مع المعنى, حتى لو لم يجيء في الباب حديث فيكفي أنه يريد استيداع هذا السر عند هذا الشخص, فإذا التفت يميناً وشمالاً كأنه يقول: أنا سأتكلم ولا أريد أحداً أن يسمع هذا الحديث, فحينئذٍ لا يجوز للسامع أن يفشيه, وهذا المتن مستقيم, وقد رواه عنه محمد بن عبد الرحمن المغيرة - وهو ابن أبي ذئب - وهو قرين مالك في العلم, وكان يفوق مالك في الإنكار, ووقف عليه بعض الخلفاء ومعه حرسي في مسجد في المدينة, فقال الحرسي لابن أبي ذئب: قم للخليفة, فالتفت إلى الحرسي والخليفة فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين, فقال الخليفة: دعه فو الله لقد وقفت كل شعرة في رأسي, وكان ولاتهم في ذلك الوقت فيهم بقية خير , وأيضا عندهم شيء من صبابة علم وفهم.

وقوله (يجب حفظه عليه؛ لأن تلفته يعطي التلفت والتفزع)

ومن المسائل المهمة في السر:

أولاً: يجب حفظ السر ويحرم البوح به. واتفق أهل العلم على أنه إن كان في إفشائه مضرة على صاحب السر أنه لا يجوز إفشاؤه، واختلفوا متى ينقطع النهي عن البوح به:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015