النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المشي في النعل الواحدة وقال: «إن الشيطان يمشي بالنعل الواحدة» (?) وهذا إسناده صحيح, وجعفر بن ربيعة ثقة من رجال الجماعة, ولا يقال إنه خالف أبا الزناد فلم يذكر أن الشيطان يمشي بالنعل الواحدة, فإن هذا مما يحتمل فيه, وجعفر مشهور بالعدالة, ومن رجال الستة.
ووقفت على تقرير طبي نصه: أمر البدن لا يستقيم إلا إذا سار العضو على وتيرة واحدة في جميع أعضاءه, ففي وضع الشمس هناك الأشعة الحمراء التي تسخن الأعضاء, والأشعة دون البنفسجية التي تصبغ الجلد وتحمره, فإذا حصل ذلك في جزء من البدن دون الجزء الآخر ودونما حاجة إلى ذلك, تشوش الدوران, واضطربت وظائف الأعضاء, وهذا ما يحصل عند الجلوس أو النوم بين الظل والشمس.
فالحكمة من هذا أنه مشابه للشيطان, وأنه خروج عن الاعتدال, وقال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير على حديث بريدة: أراد بذلك العدل في الجسد كما نهي عن المشي في نعل واحدة عدلاً بين الرجلين.