ولكن هل يكتب له أجر الجماعة؟ قال بعض أهل العلم: إن كان عادته حضور الجماعة فإنه يكتب له أجر صلاة الجماعة؛ لأنه تأخر عن حضور صلاة الجماعة بسبب إعذار ومسامحة من الشارع, بل الشارع هو الذي نهاه, وقال بعضهم: الذين يأكلون الثوم والكراث ينقسمون إلى قسمين: فمنهم من يأكله لحاجة كتطبب ودواء وحاجة كأن لا يكون عنده طعام سواه فهذا يعذر, وله أجر الجماعة, لأنه مريد لها.

أما إذا أكلها شهوةً, فهو الذي أسقط الجماعة باختياره وهذا هو الصحيح، وحسبه عفو الشارع عن الجماعة أما ثبوت أجرها فلا، هذا ما ظهر لي.

وأما حد إباحة حضور المسجد لمن أكل الثوم أو البصل أو الكراث: فهو زوال الرائحة, فإذا زالت الرائحة جاز له دخول المسجد بعد ذلك, وعليه أن يتعاطى الأشياء التي تزيل الرائحة إذا قرب وقت الصلاة, وقد بوب ابن خزيمة باباً يوهم أن حد إزالة الرائحة ثلاثة أيام, فجاء عنده: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مساجدنا ثلاثاً» (?) وبوب عليه: (باب توقيت النهي عن إتيان الجماعة لآكل الثوم) (?) وفي هذا نظر لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015