وقوله:

من طاعني ثغر الرجال جآذر ... ومن الرماح دمالج وخلاخل

الثغر جمع ثغرة النحر, وهي الهزمة التي فيه. يقول: من طاعني فيجيء بجمع طاعنٍ على قول من قال: طاعنون وطاعنين؛ لأنه جعل الجآذر من الطاعنين, وهو يريد مؤنثاتٍ؛ فغلب المذكر على المؤنث, وما يعقل على ما لا يعقل. ثم قال: ومن الرماح دمالج وخلاخل؛ أي هن يطعننا بحليهن كما تطعن الفوارس برماحها.

وقوله:

ولذا اسم أغطية العيون جفونها ... من أنها عمل السيوف عوامل

(159/ب) قوله: ولذا يشير به؛ أي لذا الشأن ولذا الأمر سميت أغطية العيون جفونًا, لأنها تعمل عمل السيوف؛ وإنما قيل لغمد السيف: جفن من قولهم: جفن نفسه عن كذا إذا منعها منه, قال الراجز: [الرجز]

جمع مال الله فينا وجفن ... نفسًا عن الدنيا وللدين فطن

وإنما قيل: جفنة الطعام لأنها تجمعه, قال الشاعر: [الطويل]

نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم ينج إلا جفن سيفٍ ومئزراً

وقال الفرزدق: [الطويل]

وغمد سلاحٍ قد رزئت فلم أبل ... لذاك ولم أبعث عليه البواكيا

وفي جفنه من دارمٍ ذو حفيظةٍ ... لو ان المنايا أنسأته لياليا

وكانت امرأة له ماتت وهي حامل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015