فيه, وقوله: عده: الهاء راجعة إلى التأيي, ومثل ذلك كثير, يقال: من كذب كان شرًا له؛ أي: كان الكذب, وقال جرير: [الطويل]

إذا اكتلحت عيني بعينك لم تزل ... بخير وجلى غمرةً عن فؤاديا

أراد: وجلى الاكتحال. ونصب جودك في قوله: وجودك بالمقام؛ لأنه عطفه على ما قبله كأنه قال: أرود وأعطنا جودك.

وقوله:

لأكبت حاسدًا وأري عدوا ... كأنهما وداعك والرحيل

أراد جد بالمقام لأكبت حاسدًا, وأري عدوًا من الوري, يقال: وراه وريًا, وهو داء في الجوف, قال الراجز: [الرجز]

قد اذلغفت وهي لا تراني ... إلى البيوت مشية السكران

وحبها في الصدر قد وراني

اذلغفت: أي: أسرعت. وسكن الياء من أري ضرورةً. وقوله: كأنهما وداعك والرحيل: يعني: العدو والحاسد؛ أي: أنا (135/ب) أبغضهما كما أكره وداعك ورحيلك.

وقوله:

ويهدأ ذا السحاب فقد شككنا ... أتغلب أم حياه لكم قبيل

وصف قوم الممدوح بالجود, فزعم أنه قد شك: أتغلب ابنة وائلٍ لكم قبيل أم هذا السحاب. وأصحاب اللغة يقولون: القبيلة من بني أبٍ واحدٍ, والقبيل: جماعة من الناس, يجوز أن يكونوا من ولد رجلٍ واحدٍ, أو من أبناء قومٍ مختلفين, ولما كان القبيل يجري مجرى الجماعة جاز أن يقع في هذا الموضع, كما يقال: صحب الرجل؛ فيجوز أن يكونوا من بني أبيه, ومن غيرهم, وكذلك القبيل في هذا البيت يجوز أن يستعمل في معنى القبيلة, وفي معنى الجمع الذين يكونون مع صاحب الجيش.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015