ويقال: إن هذا الموضع سمي بأطرقا؛ لأن ثلاثةً عبروا فيه فأحس أحدهم نبأةً, فقال لصاحبيه: أطرقا. والله العالم بيقين الأمور. واستعار أبو الطيب الإطراق لطرف القلب, والمستعار كثير في الشعر.

وقوله:

إذا سعت الأعداء في كيد مجده ... سعى مجده في جده سعي محنق

المجد: الشرف. قال قوم: لا يقال ماجد للرجل حتى يكون شريف الآباء, وقال قوم: بل الماجد البين الفضل في نفسه, ومنه قولهم في المثل: «في كل شجرٍ نار واستمجد المرخ والعفار». ويقال: إن المجد مأخوذ من: أمجدت الدابة إذا أكثرت علفها. والجد: الحظ, والمحنق: المغتاظ. والمعنى: أن الأعداء إذا سعت في كيد مجد هذا الممدوح سعى حظه سعي مغضبٍ يجتهد في أن يفعل فيما يستقبل أكثر مما فعل في الزمان الأول.

ومن التي أولها

تذكرت ما بيت العذيب وبارق ... مجر عوالينا ومجرى السوابق

العذيب, وبارق: موضعان بالعراق, ويتردد ذكرهما في الشعر, قال عمرو بن كلثوم: [الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015