وما هو إلا سيفه وثيابه ... وما بكم فقر إليه ولا عزل
وقالوا: السماك الأعزل ليضادوا به الرامح؛ فدل ذلك على أنه يحسن أن يقال للذي لا رمح معه: أعزل, قال كعب بن زهيرٍ: [الطويل]
فلما استقل الفرقدان زجرتها ... وهب سماك ذو سلاحٍ وأعزل
يقول: إذا كنت بلا سلاحٍ فلست بأعزل؛ لأن لحظك يقوم مقام السلاح فإذا نظرت إلى العدو انهزم.
وقوله:
لو استبدلت ذهنك ما حسامٍ ... قددت به المغافر والدروعا
المغافر: جمع مغفرٍ, وهو كمة من الزرد يجعلها الرجل على رأسه في الحرب, مأخوذ من: غفرت الشيء إذا سترته, فأما المغفر في غير هذا فضرب من الصمغ, وهو الذي يقال له: المغفور, بضم الميم وفتحها, ومن أمثالهم: «هذا الجنى لا أن يكد المغفر».
بأبي من وددته فافترقنا ... وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
وهما من أول الخفيف في قول الخليل, وفي قول غيره من الطلق السادس.
وقد مضى القول في قولهم: بأبي وبنفسي. وقضى الله: في معنى حكم, ويقال: قضى الشيء إذا قطعه, وكأن القضاء فصل للحكم وقطع, ويقال: قضاني الأمر في معنى قتلني. قال الشاعر: [الطويل]