تراها من يبيس الماء شهبًا ... مخالط درةٍ منها غرارا

وقال الآخر: [المديد]

لا أذوق النوم إلا غرارا ... مثل حسو الطير ماء الثماد

وقوله:

وعندي لك الشرد السائرا ... ت لا يختصصن من الأرض دارا

الشرد: جمع شرودٍ, وهي الأبيات والقصائد, يريد أنها تشرد في الأرض كما تشرد النعام والإبل, ولا تثبت على حال؛ لأنها سيارة في البلاد, وقد وصفت الشعراء الشعر بالشرود, قال القطامي: [البسيط]

وربما ذب عني سير شرد ... يصبحن فوق لسان الراكب الغادي

وقوله:

فإني إذا سرن من مقولي ... وثبن الجبال وخضن البحارا

المقول: اللسان. ويقال: رجل مقول إذا وصف بالقول, وقالوا لمن هو دون الملك: قيل, وقالوا في جمعه: أقيال وأقوال, فاستدل قوم على أنه من القول؛ فإن أصله قيل فخفف.

كما قالوا: ميت وميت, وهين وهين, وزعم قوم أن الذي دون الملك سمي قيلًا من قال بالمكان إذا أقام به, أو من قلهم: تقيل أباه؛ إذا أشبهه. وقوله: وثبن الجبال: يصفهن بالسرعة, وإنما يريد أن الرواة تحملهن فيبلغن إلى من بينه وبينهن جبال. وكذلك يحملن في البحار فكأنهن قد خضنها إذا وصلن إلى البلد الذي دونه بحر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015