أراد بالغائب والشاهد, وهو قوله:
ولم يغب غائب خليفته ... جيش أبيه وجده الصاعد
وقوله:
ما كانت الطرم في عجاجتها ... إلا بعيرًا أضله ناشد
الطرم: اسم قلعة أو موضع فيه القلعة, والهاء في عجاجتها عائدة على سوافك.
والسوافك: يجوز أن يعني بها الخيل أو السيوف والرماح, ويستغنى عن تقدم ذكرها بعلم السامع ما يراد, ويجوز أن تكون (64/أ) الهاء في عجاجتها عائدةً على الطرم, أي: في العجاجة التي ثارت عليها كأن وهسوذان كان قد ملك هذه القلعة, واستردت منه فكانت كالبعير الذي أضله الناشد.
وقوله:
تسأل أهل القلاع عن ملكٍ ... قد مسخته النعامة الشارد
يقول: هذه القلعة تسأل عن وهسوذان؛ لأنها لا تعلم ما كان منه. وقوله: قد مسخته يعني القلعة التي هي الطرم, أي لما أخذها أداه ذلك إلى طرده وانهزامه, فكأنه قد مسخ نعامةً, والنعام توصف بالشرود والنفار, قال الشاعر: [الكامل]
ليث علي وفي الحروب نعامة ... ربداء تنفر من صفير الصافر