وقوله:
لأمة فاضة أضاة دلاص ... أحكمت نسجها يدا داوود
اللأمة: الدرع. وفاضة: أي: تفيض على الدارع. وإنما جعلت فائصةً لأنها تشبه بالغدير, ومن شأن الماء أن يفيض. قال عمرو بن معد يكرب: [المتقارب]
وأعددت للحرب فضفاضةٍ ... دلاصًا تفيض على الراهش
وقال آخر في صفة الدرع: [المتقارب]
تفيض على المرء أردانها ... كفيض الغدير على الجدجد
وأضاة: غدير, وهذا على حذف التشبيه؛ لأنهم يقولون: كأنها أضاة, ثم يحذفون كأن؛ قال النابغة فجعل الدروع إضاءً: [الطويل]
طلين بكديونٍ وأشعرن كرةً ... فهن إضاء صافيات الغلائل
الكديون: عكر الزيت, والكرة بعر يحرق ويذر على الدرع كي لا تصدأ. والعرب تنسب الدروع إلى داود, وقد جاء ذلك في كتاب الله جلت عظمته, وربما نسبوها إلى سليمان, قال النابغة: [الطويل]
وكل صموتٍ نثلةٍ تبعيةٍ ... ونسج سليمٍ كل قضاء ذائل