وقال أبو النجم: [الرجز]
جونًا كأن العرق المنتوحا ... جللها القطران والمسوحا
وقوله:
يخطو القتيل إلى القتيل أمامه ... رب الجواد وخلفه المبطوح
المبطوح: الذي يلقى على وجهه, هكذا يستعمل في بني آدم, فأما قولهم لبطن الوادي: أبطح وبطحاء, إذا كان فيه رمل أو حصًى صغار, فإنما يريدون به السعة والانبساط, وقال ذو الرمة: [الطويل]
ولا زال من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا باكر يتبطح
أي: ينبسط في الأرض, والهاء في قوله: أمامه, راجعة على الممدوح, يريد أن قدامه قرنًا يقاتله, والقرن فارس؛ لأنه رب جوادٍ, رب الشيء مالكه, وخلفه مقتول قد بطح على وجهه. وهذا مبالغة في صفة الشجاعة.
وقوله:
(39/أ) فمقيل حب محبه فرح به ... ومقيل غيظ عدوه مقروح
أصل المقيل: الموضع الذي يثبت فيه الشيء, فيقال: الهامة على مقيلها؛ أي: على العنق, قال الراجز:
نحن ضربناكم على تأويله ... كما ضربناكم على تنزيله