وأنتم طراثيث وذبان قفرةٍ ... وأضعف طير الأرض قدمًا ذبابها

ومن أبيات أولها

وأسود أما القلب منه فضيق ... نخيب وأما بطنه فرحيب

ووزن هذه الأبيات كوزن ما قبلها. الأسود يقع على الحيوان وغيره, إلا أنهم قل ما يقولون للفرس الأدهم: أسود, وقد جاء به الراعي فقال: [الطويل]

طوال الخدود ليس فيها علامة ... سوى قرحةٍ في كل وردٍ وأسودا

فأما الإبل فيقال فيها: ناقة دهماء وسوداء. قال حميد بن ثورٍ: [الطويل]

ودهماء منها كالسفينة نضجت ... به الحمل حتى زاد شهرًا عديدها

يعني ناقةً. وقال الراجز:

قد كنت متاحًا على زرودا ... وكنت أروي مئتين سودا

فاليوم لا أترك أن ذودا

يقال: إن السود من الإبل أكثرها شربًا, وأغزرها ألبانًا, ويقال في صفة الجبان: هو نخيب, وكأنهم يريدون بذلك خلوه من الخير والشجاعة؛ لأنهم يقولون: انتخبت الشيء؛ إذا أخذت خياره.

وقوله:

أعدت على مخصاه ثم تركته ... يتبع مني الشمس وهي تغيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015