وأحسن ما يقال في الآن: إنها ألف ولام دخلت على فعلٍ ماضٍ من قولك: آن الشيء يئين إذا حان. وكان المعنى معنى الذي, فحذفت لكثرة الاستعمال, وإذا قلت: الآن كان كذا وكذا, وقد جاء الاستغناء بالألف واللام عن الذي, وينشد للفرزدق: [البسيط]
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا البليغ ولا ذي الرأي والرشد
أراد: الذي ترضى. وكذلك قول الآخر: [الوافر]
بل القوم الرسول الله منهم ... هم أهل الحكومة من قصي
يريدون: الذي رسول الله منهم. وينشد هذا البيت: [الطويل]
ويستخرج اليربوع من نافقائه ... ومن جحره ذي الشيحة اليتقصع
أي الذي يتقصع - وكان محمد بن يزيد ينكر هذه الأشياء - أي يدخل في قاصعائه وهي جحرة اليربوع, وكذلك قوله: [الطويل]
أيبغضه وأبغض العجم ناطقًا ... إلى ربه صوت الحمار اليجدع
يريد الذي يجدع؛ أي يقال له: جدع الله أنفه.
وقوله:
كأن ألسنهم في النطق قد جعلت ... على رماحهم في الطعن خرصانا
الخرصان: جمع خرصٍ وخرصٍ وهو ها هنا السنان, وقيل: هو النصف الأعلى منه. ويقال للرمح: خرص (226/أ) وكأنهم يسمون بهذا الاسم كل عودٍ طويلٍ. ويقال لعيدان تكون مع مشتار العسل: أخراص. قال ساعدة بن جؤية: [الطويل]