وهل أرمي هواي براقصاتٍ ... مجلاة المقاود باللغام
قال: يا ليت شعر يدي؛ أي علمها, واليد لا تشعر وإنما يعني نفسه, وهذا سائغ في كل الكلام. يقول: هل تصرف يدي في عنان فرسٍ أو زمام ناقة؟ وهل أرمي هواي؛ أي الأمر الذي أهواه؛ براقصاتٍ يعني نوقًا تسير الرقص؟ (216/ب) وهو ضرب من السير نحو الجمز. قال حسان: [الكامل]
بزجاجةٍ رقصت بما في قعرها ... رقص القلوص براكبٍ مستعجل
ويقال: رقص ورقص. وقوله: مجلاة المقاود باللغام: يعني أن لغام العيس أبيض فكأنه الفضة حلثيت به المقاود. قال ذو الرمة: [الطويل]
نفخن اللغام الهيبان كأنه ... جنى عشرٍ تنفيه أشداقها الهدل
يقال: إن العشر يكون في جناه شيء أبيض كأنه القطن فلذلك شبه به لغام الإبل. وقال جران العود: [الطويل]
وحتى بدا جون اللغام كأنه ... بألحي المطايا والخراطيم كرسف
الكرسف: القطن. وقول ذي الرمة: الهيبان؛ أي إنه أجوف؛ شبهه بالجبان الذي لا فؤاد له.
وقوله:
فربتما شفيت غليل صدري ... بسيرٍ أو قناةٍ أو حسام
وضاقت خطة فخلصت منها ... خلاص الخمر من نسج الفدام
الفدام: شيء يجعل على فم الإبريق الذي يكون فيه الخمر, وهو الفدام أيضًا. قال علقمة: [البسيط]
كأن إبريقهم ظبي برابته ... مقلد بسبا الكتان مفدوم