صبي فقال: يا أبه لسعني طائر كأنه ملتف في بردي حبرةٍ - يعني زنبورًا -. فعلم حسان أنه سيقول الشعر لما سمع منه هذه المقالة. وقافيتها من المتواتر.

ومن أبيات أولها

أبا عبد الإله معاذ إني ... خفي عنك في الهيجا مقامي

الوزن من الوافر الأول.

ومعاذ: مرفوع على البدل من أبي عبدالله, ولو كان معطوفًا عطف البيان لوجب أن ينصب فينون؛ لأنهم جعلوا عطف البيان جاريًا مجرى الصفة. وقولهم: الإله: الأصل في قولهم: الله سبحانه, وكان الأصل: الإله فألقوا حركة الهمزة على لام التعريف فاجتمعت لامانك الأولى منهما مكسورة فأدغمت في الثانية, وهذا الوجه يوجب ألا تفتح اللام من قولهم: الله تعالت عظمته في حال النصب والرفع, وإنما يحسن كسرها مع كسر الهاء. وقد ذهب قوم إلى أن الألف في قولهم: الله منقلبة عن ياء, وأهل العلم يكرهون الكلام في اشتقاق هذا الاسم.

فأما الشمس فكانوا (2006/أ) في الجاهلية يسمونها إلاهةً معرفةً, وينشد: [الوافر]

رحلناها من اللعباء ظهرًا ... فأعجلنا إلاهةً معرفةً, وينشد: [الوافر]

رحلناها من اللعباء ظهرًا ... فأعجلنا إلاهة أن تغيبا

وقرأ بعضهم: {ويذرك وإلاهتك} , وزعموا أن فرعون كان يعبد الشمس.

وقوله:

ذكرت جسيم ما طلبي وأنا ... نخاطر فيه بالمهج الجسام

«ما» تحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون زائدةً كزيادتها في قول الشاعر: [الطويل]

فإن أمس ما شيخًا كبيرًا فظالما ... عمرت ولكن لا أرى العمر ينفع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015