وفي الكتاب العزيز: {فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم} (197/ب) يقول: ليس عزمًا أمر يمرض فيه العازم. والتمريض في الأمر: التقصير فيه, وهو مأخوذ من مرض الإنسان لأن المرض يضعفه. ويقال: ريح مريضة أي ضعيفة.
وقوله: ليس همًا ما عاق عنه الظلام؛ أي إن الظلام إذا عاق الهام عما يهم به فليس همه بهم, وإنما الهم ما يحمل الإنسان على ركوب الأهوال. والهم هاهنا: الهمة.
وقوله:
واحتمال الأذى ورؤية جانيـ ... ـه غذاء تضوى به الأجسام
يقال: ضوى الجسم ضوًى إذا صغر. وفي كلامهم القديم: «استغربوا لا تضووا». يقول: تزوجوا الغرائب من النساء لئلا تضوى أولادكم, أي تصغر جسومهم. قال ذو الرمة: [الطويل]
أخوها أباها والضوى لا يمسها ... وساق أبيها أمها عقرت عقرا
يصف النار. يريد أن أباها وأمها من شجرة واحدةٍ - يعني الزندين اللذين يقدح بهما - أي متقاربة الأبوين وليس يمسها ضوى؛ لذلك قال الراجز: [الرجز]
أنذر من كان صغير الهم ... في الناس تزويج بنات العم
ليس بناجٍ من ضوى وسقم ... يومًا وإن أطعمته لا ينمي
يقول: رؤية من يشق عليك النظر إليه غذاء يضوي الجسم, وشأن الأغذية أن تربي الأجسام.
وقوله:
ذل من يغبط الذليل بعيشٍ ... رب عيشٍ أخف منه الحمام