وربوا لك الأطفال حتى تصيبها ... وقد كعبت بنت وشب غلام

يقال: كعبت الجارية تكعب إذا ظهر ثديها, وكان مثل الكعب, والجارية كاعب وكعاب, ويقال: كعبت فهي مكعب؛ أي: كانوا أطفالًا ليس فهم ما خدم؛ فجئتهم وقد صلحوا للخدمة. وقافيتها من المتواتر.

ومن أبيات أولها

أيا راميًا يصمي فؤاد مرامه ... تربي عداه ريشها لسهامه

وزنها من ثاني الطويل.

قوله: تربي عداه ريشها لسهامه يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكونوا يربون الريش فإذا تكامل رماه الممدوح بسهامه. وإنما يعني أن الطائر يكون فرخًا فلا يكمل حتى يتم ريشه. فالممدوح يرميه وقد صلح أن يصاد.

والآخر: أن يكون المراد أن الأعداء يربون ريشهم ليأخذه فيربش به سهامه فيكون ما فعلوه قوةً له. والعرب تكني بالريش عن حسن الحال. يقال: راش فلان فلانًا كأنه جعل له ريشًا ينهض به, وقد مر ذكر ذلك.

وقوله:

وما مطرتنيه من البيض والقنا ... وروم العبدى هاطلات غمامه

العبدى: اسم للعبيد, وقد حكي مده. وينشده: [الطويل]

تركت العبدي ينقرون عجانها ... كأن غرابًا فوق أنفك واقع

والعبد يجمع في القلة على أعبد وجمعه في الأكثر: عبدان, فأما عبيد فهو اسم للجمع, مثل: كليب في جمع كلب. وفي التنزيل: {وعبد الطاغوت} كأنه اسم على فعل, كما يقال: رجل يقظ وحذر. فأما قول أوس بن حجر: [الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015