أحبك ما دامت بنجدٍ وشيجة ... وما خلدت أبلى به وتعار

وما سال وادٍ في تهامة طيب ... به قلب عادية وكرار

الكرار: جمع كر, وهو الغدير.

وقوله:

أجار على الأيام حتى ظننته ... تطالبه بالرد عاد وجرهم

يقول: هذا الممدوح أجار على الأيام من تريد إهلاكه حتى ظننت عادًا وجرهمًا - وهما من العرب العاربة تطالبه - بالرد, وهذا افتراء من القول, والله سبحانه غفور رحيم.

وقوله:

ضلالًا لهذي الريح ماذا تريده ... وهديًا لهذا السيل ماذا يؤمم

نصب ضلالًا على المصدر كأنه قال: أقول: أضلت الريح ضلالًا؛ أي أي شيء تريده. وإنما بنى هذا المعنى على قول الناس: هو يباري الريح جودًا إذا وصفوه بالكرم؛ أي إنها إن هبت تباريك فقك ضلت؛ كأنه دعا عليها بالضلال. وقال: هديًا لهذا السيل؛ كأنه دعا له بالاهتداء؛ كأنه قال: أقول: هديًا لهذا السيل؛ أي هداه الله ماذا يؤمم؛ أي ماذا يقصد.

وقوله:

ألم يسأل الوبل الذي رام ثنينا ... فيخبره عنك الحديد المثلم

كأنه أنكر على الوبل ما هو فيه وجعله قد أراد ثنيهم عما يريدون, فقال: ألم يسأل هذا الوبل الحديد المثلم عنك, فيخبره أنه لم يقدر على ردك, فكيف يقدر المطر على رد من لم يقتدر الحديد على رده؛ لأنه لما أراد ذلك تثلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015