(المشرق)؛ أي: مشرق مدينة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ كنجدٍ وما بعدَه.
(فُوقِهِ) بضم الفاء: هو موضعُ الوترِ من السهم، والطريقُ الأوّل: ما عاد على فوقه؛ أي: مضى، ولم يرجع.
(سيماهم) بكسر المهملة مقصورًا وممدودًا؛ أي: علامتهم.
(التحليق)؛ أي: إزالةُ الشعر، وإنّما كان هذا علامتَهم، وإن كان غيرُهم يحلق رأسَه أيضًا: أن هؤلاء جعلوا الحلقَ علامةً لهم دائمًا، وزمن الصّحابة إنّما كانوا يحلقون في نسك، أو حاجة، ويحتمل أن المراد بالتحليق: حلق الرّأس واللحية، وجميع الشعور، أو أن المراد: الإفراط في القتل، أو في مخالفة الدين.
(أو قال: التسبيد) بمهملة وموحدة، وهو استئصالُ الشعر، وقيل: تركُ التدهين، وغسل الرّأس، ويروى: (التسبيت) بالتاء المثناة آخره بدل الدال.
قال جعفر الطيالسيُّ: قلت لأحمدَ: ما التسبيتُ؟ قال: الحلقُ الشديد؛ نسبة إلى النعالِ السبتية.
واعلم أن هذا لا ينافي ما سبقَ في (باب علامات النبوة): أن علامتهم رجل أسودُ، إحدى عضديه مثلُ ثدي المرأة؛ لإمكان أَنَّ كُلًّا منهم علامة، أو هؤلاء طائفة أُخرى، وتقدم في (باب استتابة المرتدين) في حقهم، ويتمارى: يشكُّ في الفُوقِةِ، هل علّق بها شيءٌ من الدم؟ فإيمانُهم مشكوك، وهنا قال: يمرقون من الدِّين، ثمّ لا يعودون إليه أبدًا؛ لأن السهم لا يعود إلى فُوقِهِ بنفسه قط، فيحتمل أن المراد بهم: الخوارجُ