ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَني ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى، فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ، فَيقْتُلُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُ فَيقْتُلُهُ، فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}.
(حَيْوَة) هو ابن شُرَيْح.
(وغيره) هو ابن لَهِيعَة كما رواه الطبراني، وفي بعضها: (وعَبْدَة)، والأولُ أصحُّ.
(وقال الليث) سبقت روايته في (سورة النساء).
(بَعْث)؛ أي: جيش.
(فاكتتبت) مبني للمفعول، أو للفاعل، على معنى: كتبتُ نفسي في ديوان السلطان.
(فيأتي السهم فيرمى) هو من القلب؛ أي: يرمى السهم فيأتي، وسبق الحديث في (سورة النساء).
(أو يضربه) عطف على: (فيأتي)، لا على: (فيصيب)، والمعنى: يقتل إمّا بالسهم، وإما بضرب السيف ظالمًا نفسه بسبب تكثيره سوادَ الكفار، وعدمِ هجرته عنهم، وهذا إذا كان راضيًا مختارًا.
قال مُغُلْطاي: هو حديث مرفوع؛ لأن تفسير الصحابي إذا كان مستندًا إلى نزول آية، فهو مرفوع اصطلاحًا.
* * *