عَنْ خَباب بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلاَ تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: "قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمَشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِيِنهِ، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إلا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجلُونَ".
الثالث:
(بالمنشار) بالنون: آلة النجار، وفي بعضها: (مِيشار)؛ من وشر الخشبة -غير مهموز-، ومن أنشرها -بالهمز-؛ أي: نشرها.
(من دون لحمه)؛ أي: من تحته، أو من عنده، وفي بعضها: (ما دون).
(هذا الأمر)؛ أي: الإسلام.
(صنعاء) بالمد: قاعدة اليمن ومدينتُها العظمى.
(حضر موت) بلد بها أيضًا، وهو كبعلبكَّ في الإعراب.
(والذئب) -بالنصب- عطفًا على الاسم الكريم.
(ولكنكم تستعجلون)، مر في (باب علامات النبوة).
* * *