6614 / -م - قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ.
(خَيَّبتنا)؛ أي: أوقعتنا في الخيبة، وهي الحرمان؛ أي: كنتَ سببًا، فنسب الشيء إلى سببه.
(الجنة) هي دار الجزاء في الآخرة، خلقت قبل آدم.
(بيده) من المتشابه، وفيه: التفويضُ، والتأويلُ بالقدرة، والغرضُ منه: كتابةُ ألواح التوراة.
(بأربعين سنة) تقديره بذلك باعتبار كتابته في اللوح المحفوظ، أو في صحف التوراة، وإلا فتقدير الله تعالى أزلي.
(فحجَّ آدمُ) بالرفع بلا خلاف؛ أي: غلبه بالحجة.
(ثلاثًا)؛ أي: قال: فحج آدمُ موسى ثلاثَ مرات، ولا ينافي ما سبق في (كتاب الأنبياء) أنه قاله مرتين، وأما التقاؤهما، فقيل: بالأرواح، وقيل: بالأبدان، ولا يبعد أن الله تعالى أحياهما كما جاء في ليلة الإسراء، أو أحيا آدم في حياة موسى -عليهما السلام-.
وقال (خ): إنما حجه آدم في رفع اللوم، إذ ليس لأحد من الآدميين أن يلوم أحدًا به، وأما الحكم الذي تنازعاه، فإنما هما فيه سواء؛ إذ لا يقدر أحد أن يسقط الأصل الذي هو القَدَر، ولا أن يبطل الكسب الذي هو السبب ظاهرًا، ومن فعل واحدًا منهما، خرج عن القصد إلى أحد الطرفين: مذهبِ القدر، أو الجبر.