6463 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "وَلَا أَنَا، إلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا".
الثّالث:
(يتغمدني) بالمعجمة قبل الميم وبعدها مهملة، وتغمده: ستره، وهذا الاستثناء منقطع، ويحتمل الاتصال على نحو: {إلا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56].
(سدِّدوا) من السداد -بالمهملة -، وهو القصدُ من القولِ، والعملِ، واختيارُ الصواب منهما.
(وقاربوا)؛ أي: لا تبلغوا النهاية؛ بل تقربوا منها.
(الدُّلجة) بضم الدال وفتحها: السير باللّيل، والإدْلاج -بسكون الدال-: السيرُ أولَه، وبتشديدها: السيرُ آخره.
(والقصد القصدَ) نصب على الإغراء؛ أي: الزموا الوسطَ والاستقامةَ.
(تبلغوا)؛ أي: المنزلَ الّذي هو مقصدُكم؛ شبه المتعبدين بالمسافرين، وقال: لا تستوعبوا الأوقات كلها بالسير؛ بل اغتنموا أوقات نشاطكم، وهو أول النهار وآخره، وبعض اللّيل، وارحموا