الثاني:
(لا تُسمُّوا العِنَب: الكَرْم) قال (خ): نَهَى عن ذلك لتوكيد تحريم الخمر، ولتأبيد النهي عنها بمحو اسمها، ولِمَا في تسميتها بذلك من تقرير ما كانوا يتوهمونه من التكرُّم في شربها، وإنما الكَرمُ قلبُ المؤمن بما فيه من نور الإيمان وتقوى الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
* * *
وَقَدْ قَالَ: "إِنَّمَا الْمُفْلِسُ الَّذِي يُفْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، كَقَوْلِهِ: "إِنَّمَا الصُّرَعَةُ الَّذِي يَمْلِكُ نفسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"، كَقَوْلِهِ: "لَا مُلْكَ إِلَّا لِلَّهِ"، فَوَصَفَهُ بِانْتِهَاءِ الْمُلْكِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُلُوكَ أَيْضًا، فَقَالَ: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا} ".
6183 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، - رضي الله عنه - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ويقولون الكَرْمُ، إنما الكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ".
(باب قول النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنما الكَرْمُ قلبُ المؤمن)
قال (ط): في (إنما) المبالغةُ والوصفُ بالنهاية، وسُمي الكَرْمُ