(باب المُدَارَاة مع الناس)
هي لِيْنُ الكلمةِ وتركُ الإغلاظ في القول.
قال (ط): هي من أخلاق المؤمنين مندوبةٌ، وهي الرِّفقُ بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي، واللُّطفُ به، حتى يردَّه عما هو عليه، بخلاف المداهنة: وهي أن يَلقَى الفاسقَ المُعلِنَ بفسقه، فيُوالفَه ولا يُنكِرَ عليه ولو بقلبه، فتلك مُحرَّمةٌ.
(لنَكْشِرُ) بالمعجمة المكسورة، من: الكَشر، وهو الكشفُ عن الأسنان كالتبسُّم، وهو أولُ الضحك.
* * *
6131 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، حَدَّثَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ، فَقَالَ: "ائْذَنُوا لَهُ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ"، أَوْ: "بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ"، فَلَمَّا دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْكَلاَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قُلْتَ مَا قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَقَالَ: "أَيْ عَائِشَةُ! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ تَرَكَهُ، أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ".
الحديث الأول:
(رجل) هو عُيَينةُ بنُ حِصن الفَزَاري، وقيل: مَخرَمة.
(العَشِيرة) القبيلة، أي: بئسَ هذا الرجلُ منهم.