وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيج طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكِي وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالاَ بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَبْكِي، حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
الحديث الأول:
(الطُّفَيل) هو أخو عائشة، وفي "جامع الأصول": أن عَوْفًا هو ابنُ مالك بن الطُّفَيل، وقال الكَلاَبَاذي: عَوْفُ بنُ الحَارثِ بنِ الطُّفَيل.
(حُدِّثت) بالبناء للمفعول.
(لَتنتهيَنَّ)؛ أي: هي.
(قالت: هو)؛ أي: الشأن.
(إن أُكلِّم) بصيغة الشرط، وهو الموافقُ لِمَا تقدَّم في (كتاب الأنبياء) في (مناقب قريش): (عليَّ نذرٌ إن كلَّمتُه)، وفي بعضها: (أن لا أُكلِّمَ) بفتح الهمزة وكسرها، بزيادة (لا)، والمقصودُ حَلِفُها على عدم التكلُّم معه.
(أُشفِّع) بكسر الفاء الشديدة، أي: لا أَقبَلُ الشفاعةَ فيه.
(ولا أتحنَّث إلى نذري)؛ أي: في يميني منتهيًا إليه.
(أنشدكما) بضم الشين، من: نَشَدتُ فلانًا: إذا قلتُ له: نَشَدتُك