حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: "اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ نبِيِّهِ مَا شَاءَ".
(فَلْتُؤجَرُوا) هي الفاء السببية التي يُنصَب الفعلُ المضارعُ بعدَها، واللام بالكسر بمعنى: كي، وجازَ اجتماعُهما لأنهما لأمرٍ واحدٍ، أو الجزائية لكونها جوابًا للأمر، أو زائدةٌ على مذهب الأخفش، أو عاطفةٌ على (اشفعوا)، واللام للأمر أو على مُقدَّر، أي: اشفعوا لِتُؤجَرُوا فَلْتُؤجَرُوا، نحو: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40]، وفائدةُ اللام حينَئذٍ أنه إذا كان التقديرُ: إن تَشفَعُوا تُؤجَرُوا، والشرطُ مُتضمِّنٌ للسببية كان ذِكرُها تصريحًا بالسببية.
وقال الطِّيبي: الفاء واللام مُقحَمان للتأكيد، لأنه لو قيل: اشفَعُوا تُؤجَرُوا صَحَّ، أي: إذا عرضَ المُحتاجُ حاجةً عليَّ فاشفَعُوا له إلَيَّ؛ فإن لكم الأجرَ، قبلتُ شفاعتَكم أم لا، ويُجري اللهُ على لساني ما يشاء من قضاء الحاجة، فالكلُّ بتقدير الله تعالى.
* * *
كِفْلٌ: نَصِيبٌ، قَالَ أَبُو مُوسَى: كِفْلَيْنِ أَجْرَيْنِ بِالْحَبَشِيَّةِ.