هَؤُلاَء أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلاَء سَبْعُونَ ألفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ"، فتفَرَّقَ النَّاسُ وَلَمْ يُبيَّنْ لَهُمْ، فتذَاكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: أَمَّا نَحْنُ فَوُلِدْنَا في الشِّرْكِ، وَلَكِنَّا آمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولهِ، وَلَكِنْ هَؤُلاَء هُمْ أَبْنَاؤُنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لَا يتطَيَّرُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يتوَكلُونَ"، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "نعمْ"، فَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَ: "سَبقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ".
(معه) في بعضها: (ومعه) في المواضع كلِّها.
(عُكاشة) سبق أنه بالتخفيف والتشديد، كما سبق في (باب مَن اكتوى).
(سبقَك) قيل: كانت ساعةَ إجابةٍ، والأَشبهُ كي لا يتسلسلَ الأمرُ.
* * *
(باب الطِّيَرة)
بكسر الطاء وفتح الياء وقد تُسكن، من: التطيُّر، وهو التشاؤم،